كيف نستقبل رمضان ؟
س:
ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟
ينبغي للمسلم أن
لا يفرط في مواسم الطاعات ، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين
فيها ، قال الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون } [المطففين :26]
فاحرص أخي المسلم على استقبال
رمضان بالطرق السليمة التالية :
الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك
الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية ، حتى تنشط في عبادة الله تعالى ، من
صيام وقيام وذكر ، فقد روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال « اللهم بارك لنا في
رجب وشعبان وبلغنا رمضان »
رواه أحمد والطبراني – لطائف المعارف .
وكان السلف الصالح يدعون الله
أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه أن يتقبله منهم .
فإذا أهل هلال رمضان فادع
الله وقل : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة
والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله ) رواه الترمذي
والدارمي وصححه ابن حبان .
الطريقة الثانية : الحمد والشكر على
بلوغه : قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت
له نعمة ظاهرة ، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني
بما هو أهله
وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة
فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ، تستحق
الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما
ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
الطريقة الثالثة : الفرح والإبتهاج
، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر
رمضان فيقول : « جاءكم شهر رمضان ، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم
صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث » أخرجه أحمد .
وقد كان
سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان
يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه ، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان
موسم الخيرات وتنزل الرحمات .
الطريقة الرابعة : العزم والتخطيط
المسبق للإستفادة من رمضان ، الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى
الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا ، ولكن قليلون هم
الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في
هذه الحياة ، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة
لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة ،
التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له برنامجاً
عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى ، وهذه الرسالة التي
بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى .
الطريقة
الخامسة : عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ،
فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير ، قال الله عز وجل
{ فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم }
[محمد:21]
الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضان ، فيجب على
المؤمن أن يعبد الله على علم ، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على
العباد ، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه
قبل مجيئه ، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى { فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [الأنبياء:7]
الطريقة السابعة : علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام
والسيئات ، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب ، والإقلاع عنها وعدم العودة
إليها ، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟
قال الله تعالى { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
[النور:31]
الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحية من خلال
القراءة والإطلاع على الكتب والرسائل ، وسماع الأشرطة الإسلامية من
المحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة
فيه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر
فيقول في آخر يوم من شعبان : «
جاءكم شهر رمضان ... الحديث » أخرجه أحمد والنسائي –
لطائف المعارف .
الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله
فيه ، من خلال :
1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً
لإلقائها في مسجد الحي .
2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية
والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي .
3- إعداد – هدية
رمضانية – وبإمكانك أن تستخدم في ذلك الظرف بأن تضع فيه شريطين وكتيب ،
وتكتب عليه هدية رمضان .
4- التذكير بالفقراء والمساكين ، وبذل
الصدقات والزكاة لهم .
الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحة
بيضاء مشرقة مع :
أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب-
الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ت-
مع الوالدين والأقارب والأرحام ، والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
ث-
مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً ، قال صلى الله
عليه وسلم « أفضل الناس أنفعهم للناس »
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال
الأرض العطشى للمطر ، واستقبال المريض للطبيب المداوي ، واستقبال الحبيب
للغائب المنتظر .
فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إن أنت السميع
العليم .